التخطي إلى المحتوى الرئيسي

واحد من الثورةٌ


واحد من ثورة يناير 2011

واحد من الثورةٌ

فى بداية الأمر كانت عباره عن دعوه على جروب فى ال فيس بوك للتظاهر من اجل الشهيد خالد سعيد الذى راح لتعسف جهاز الشرطه كما راح مثله من شباب مصر …. وكانت الدعوه للتظاهر كنوع من اخذ حقه كما فعل إخواننا فى تونس عندما ثأروا للشهيد بوعزيزى.

وسرعان ما تحولت الدعوه على الفيس ايضاً إلى المطالبه بحق الشعب المصرى بحقوقه وحرياته وكان بحق اكثر الناس يتفقون على ما هذة الحرييات والحقوق المسلوبه من الشعب المصرى وإن اختلف الترتيب ولكن لم يختلف احد على انواعها .

وكأى مصرى نزلت يوم 25 يناير 2011 للمطالبه بحق هذا الشعب فى حياه افضل كمعيشه ومأكل وملبس بالرغم من انى كنت اتوقع انها وكالعاده ستكون كسابقتها من المظاهرات وستكون من نفس النوع التى يتفرج عليها الماره من بعيد ويتكلم عليها رواد الأوتوبيس ويصفون المتظاهرين بالفاضيين والذين ليس لديهم عمل واشغال وستكون ايضاً تلك من النوع الذى يحيطُها عساكر امن مركزى اكثر من المتظاهرين انفسهم …

وكان ذلك ناتج عن وجودى فى بعض الاحتجاجات سابقاً دون جدوى ودون ان يتحقق شيئاً مما أريد ، فلدينا سلطه فى مصر ودن من طيب والاخرى من عجين .

وبالفعل هذا ما كان ظاهراً فى بادئ الأمر امام دار القضاء العالى بالرغم من ان عدد المتظاهرين هذة المره اكثر مما توقعت بكثير …. ولكن تغير كل هذا بعد الساعه الثالثه فسرعان ما اتجهنا إلى التحرير بعد خلوها من اى سياره وتحولها إلى سكنه عسكرية يتقاتل فيها المتظارون مع الأمن المركزى بالحجاره …. تطور الأمر إلى قنابل مسيلة للدموع من جانب الشرطه وتعسف وضرب مبرح تجاه المتظاهرون .

وانتهى الأمر بفوزنا واحتلالنا لميدان التحرير ،تخلل كل ذلك بعض الشائعات عن حجب الموقع الإجتماعى تويتر وهو ما تأكد منه بعد خروجى من التحرير بسبب سقوط مفاجئ لشبكتى اتصالات وفودافون وهما ما احملهما فى جيبى وهو بالمناسبه ما جعل كل منا يزداد اصرارا ولم يتولد الخوف ابداً لدينا بل اننى لم ارى نفسى شجاعاً كما كنت فى ذلك الوقت .

فاحسست وقتها اننا فى الطريق الصحيح … اننا قد تغلبنا على القهر والظلم والتعسف فما كان من الظالم إلى ان يزيد من قبضته الظالمه ويفشى ظلمه وقهره، وتخلل هذا حديثى مع المتظاهرون فى التحرير بأنه اليوم كان ينقصنا عاملين هامين هما الطلاب الذى لديهم امتحانات مثلى ، والموظفون فى اعمالهم … فما بال يوم الجمعه لنرد فيه عن من اضطهدنا شر اضطهاد وسلب من حقوقنا وحرياتنا بتحكمه فى شبكات الاتصال .

ورجعت إلى بيتى نظرأ إن لدى امتحان يوم الخميس ، 27 يناير.

قضيت ليلتها ما بين المذاكره ومراقبة ما يحدث لمن مازالوا هناك كما كنت انا ، وباكراً ظللت اطل على القنوات الإخباريه واتصلت بمن كانوا هناك وعرفت انهم تم ملاحقتهم بكل انواع الاسلحه لعدم الاعتصام فى ميدان التحرير وعرض مطالبنا وهى كما تعلمون تغير حرية عداله اجتماعيه .

ولا اكذب عليكم اننى عندخروجى من بيتى يوم الثلاثاء 25 يناير ، كان اقصى ما كنت اتوقعه هو تغيير وزارى بسيط فى وزارتين او اكثر ، ولكن بعد دخولى إلى المنزل فى نفس اليوم كان مطلبى الوحيد بإعدام حسنى مبارك ثاراً لما فعلوه بنا فى التحرير ….


وبالصدفه رأيت إحدى البنات التى تكلمت معهم فى التحرير فى شاشات التلفزيون ، تقول ان هناك يوم جمعه اخر للتظاهر وسرعان ما رايت صور تدعو إلى جمعة غضب نسبة إلى ثورة الغضب وهو ما اطلق على يوم الثلاثاء ، لم اشاهد هذا فقط بل شاهدت اكثر واكثر من تعسف وقهر يمارسه جهاز الشرطه بكل توحش ضدنا يوم الثلاثاء الذى حضرته ، ويوم الأربعاء الذى لم احضره ولكنه فى هذة المره استخدم تكنيك غبى بارتداء ظباط الشرطه لبس مدنى والتفافهم حول المتظاهرين والإعلاميين وضربهم بعصا كهربائيه واصطياد الكثير منا دون ان نعلم اين اماكنهم ,

وما كان من رواد الفيس إلا ان يصدقوا على ميعاد جمعة الغضب ، كان هذا اقل رد فعل لأى مصرى غيور على بلده ويحب شعبه ويريد الأفضل للجميع فالمسأله ليست مطلب شخصى الآن بل مطلب جماعى ، الكل بالتأكيد يريد حياه كريمه لا يريد ان تهان كرامته كل يوم فى اقسام الشرطه ، الكل يريد حياة افضل اجتماعياً وثقافياً وصحياً وسياسياً الكل يريد بالفعل التغيير من الأوجه التى تطل علينا كل يوم فى شاشات التلفزيون والجرائد الحكوميه .

وفوجئت كما فوجئ المصريين اجمعين بحجب الفيس بوك مثل زميله تويتر ولكن كان من الطبيعى ان نلتف حول حجبهم فنحن شعب عنيد لا يقهر فى اى شئ وليس التكنولوجيا البسيطه !!

وتخلله بعد قليل قطع الانترنت عن القاهرة كلها بلا استثناء وهو ما جعل رواد الانترنت جميعهم سواء كانوا رواد الفيس او تويتر لا يزدادوا إلا عنداً ،ويتكون لدينا احساس باننا لازلنا على الطريق الصحيح الذى يجعل الظالم يستخدم كل ما لديه من ظلم وقهر وكبت حريات للدفاع عن نفسه وعن مصالحه الشخصيه …

وفوجئ الشعب المصرى بأكمله بقطع شبكات الاتصال الهوائيه فى شركات المحمول الثلاثه ليمنع بذلك الظالم اى تواصل بين اى اثنين فى مصر ،ويعلم الكل ان هذا القرار -كما ادعى- هو القشايه التى قسمت ظهر البعير فى الشعب المصرى فمن لم يريد الأحتجاج ، يريد الأن الاحتجاج والتظاهر من اجل ان ترجع خدمات الانترنت والاتصال.


كنا نتكلم قبلها فى المواقع الاجتماعيه عن ان مطالبنا هى رحيل مبارك وفاسديه كما رحل بن على ،ونزلت انا وفى ذهنى اننا كنا نقول اننا ليس كتونس ،ليس كتونس ، فهم منقطع لديهم مواقع التواصل الإجتماعى اما نحن فلا ، اما
الأن نحن اسوء منهم بكثير فليس لدينا حتى ابسط خدمات الانترنت او الاتصال بالأخر ….

اتكلم عن شباب يعرفون عن التكنولوجيا اكثر ما يعرفون عن دراستهم وانا واحد منهم، فبالطبع لن ننزل إلى الشوارع مطالبين برجوع الانترنت بل بمحاكمة من اتخذ هذا القرار وفوراً وتحقيق مطالبنا السابه وهى تغيير الوجوه القديمه ومزيد من الحريات المسلوبه منا وعداله اجتماعيه بين طبقات الشعب المصرى.
نزلت لأصلى صلاة الجمعه فى التحرير ، لأكون فى المظاهره من بدايتها وفى حموتها كما نقول ، وكنا كمتظاهرون وبحق مثال لمن يريد ان يتظاهر فى العالم اجمع فكنا ننادي بسلميه ، عايزينها سلميه كما نادى بها كل المثقفين والحكماء فى بلدنا ، كان من يخرج منا عن هذا نعنفه كبيراً وصغيراً بل وصلت الأمور بسحبه خارج الخطوط الأماميه للمظاهرات لعدم الاحتكاك مع اخواتنا واولادنا ضباط الأمن المركزى ، لم نستمتع بها سلميه كثيراً بعد ما رأينا سيارت للشرطه والامن المركزى تطيح بنا شمالاً ويميناً وتسقط مصابين كثر ، وزاد الطين بله بإستخادم الشرطه القنابل المسيلة للدموع مما جعلنا نرد ببعث هذة القنابل وسطه مره اخرى فلم يتوانو فى قهرنا باستخدام الرصاص المطاطى والحى كما اؤكد لكم انى رأيت رصاص حى ملقى على الأرض ولكنى وبصراحه لم ارى بعينى من يموت به ولكنى سمعت من شهود عيان بذلك اثناء المظاهره وهو ما صدقته بالفعل لانى لا اعلم ما هو حتى الرصاص المطاطى وكيف شكله وكنت اعتقد ان ما يضرب فى الاساس ما هو إلا رصاص حى ،وكانوا يضربونه عن قرب مما جعل هناك مصابين كثر فى حاله حرجه تعتقد وانت حولهم انهم بين الحياه والموت ، كل هذا استفذ ليس فقط مشاعرنا بل كرامتنا وشموخنا وعزتنا بمصربتنا فكيف نموت ونحن نتظاهر من اجل مصر …


بالطبع لم يكن فى مصلحتهم استفزازانا لانها لم تكن معركه متكافئه بيننا وبين الأمن والشرطه وبالرغم من وقوع خسائر عده فى صفوفنا ولكن ما ان نرى هذا حتى نزداد غيظاً واستشاطاً وإصراراً بما نفعله وهو الدفاع عن انفسنا بأيدينا وأخذ بالثأر من هؤلاء القتلى ووجدتنى بكل هستيريه وبصوت مبحوح اطلق له العنان مع عامة المتظاهرون اقول "الشعب يريد اسقاط النظام "، نعم الشعب وانا منهم اريد اسقاط هذا النظام المستبد الظالم الجاهل قاتل الشعب المصرى ومحاكمة بابشع التهم وليس بقضاه هذه المره ولكن من الشعب ، نعم اريد تمزيق اى صوره لاى اوجه من الوجوه القديمه وهم النظام وعلى رأسهم حسنى مبارك.

وكالعاده انتصرنا كما قد حصل يوم الثلاثاء واحتللنا التحرير بعد انسحاب كل شرطى شارك فى هذة المجزره التى لم تزدنا إلا شجاعةً ورجوله وثقه بأنفسنا ، وفى لحظه لا تتكرر ابدا ولم ولن اتوقعها فى حياتى ، نعم هى لحظة نزول الجيش لحظه كانت بالنسبة لى امل وخوف ، امل فى الحاضر وخوف من مجهول فى المستقبل ، فبالرغم من انى كنت فى هذة اللحظه اريد قتل كل من يرتدى زيى الشرطه او يعرف حتى واحد منهم ، ولم يكن حل سوى وجود الجيش لحمايتنا من بطشهم وليتأكد لنا ان مطالبنا ومعاناتنا قد وصلت لصاحب الرأى والكلمه فى النظام المستبد هذا ،ولكن ايضا هناك خوف من مستقبل بغيض قد يستغل فيه العدو الصهيونى ذلك ويقوم بما لا يحمد عقباه ويكون قد فقدت حلمى الأكبر بتحرير فلسطين ، ولا اخفى عليكم اننى مع عدم وجود اى شبكات للاتصال قلقت كثيراً على والدتى لأنى اعلم الان كيف تبكى قلقه على مكانى وحالى فى ظل تطور مخيف وسريع للاحداث بنزول الجيش ورجعت إلى بيتى بأسرع ما يمكن قبل ان يؤذن العشاء لانى اعلم ان المواصلات ستكون معدومه هناك وهذا لانى لم يكن لدى النيه فى البيات فى الميدان كما وعدت ابى وامى.

ذهبت إلى البيت مطمئن وقلق فى نفس الوقت مطمئن ان الجيش المصرى هناك فى التحرير لن يتعرض لاصدقائى وقلق بان يكون بيننا جاهل او متحمس او غاضب يتعرض لهم بشكل عفوى ويكون الناتج ما لا يحمد عقباه ، ولكن والحمد لله قد خاب ظنى ،بالرغم ان بالفعل حدث هذا وشاهدته على شاشات التلفزيون ولكن جيشنا لم ولن يكن لديه النيه فى ايذاء اى فرد فى الشعب الذى هو يحرسه ويسهر الليالى دفاعاً عنه وعن سيادته .

وظللت اتابع عند وصولى مترقباً لحظه بلحظه ما يحدث وما سيحدث واخيراً الرئيس سيقول كلمته ، لم ولن يرضينى سوى قتل وبيدى هؤلاء المتسببون فى تلك المأساه التى عشتها بميدان التحرير، فهم بالتأكيد ليس مصريين ولا يستحقون الحياه.

خطاب ملخصه إقالة الحكومه ، لا المسأله لدى الأن ليس هى إقالة حكومه ربما كانت بالنسبه لى يوم الثلاثاء ولكن يا ريس خطابك متأخر فهناك تطورات ومزيد من القهر والظلم والتعسف وكبت الحريات ، فالحكومه كانت يجب ان تقال منذ زمن بعيد ، وليس الأن …. الأن مطالبنا بتغيير النظام الفاسد والمستبد للأبد بتحقيق كل مطالبنا الأن وحالاً فلم نعد خائفون بعد اليوم فماذ ستفعل بعد اطلاقك الرصاص لدينا لا اعلم مطاطى ام حى هذا لا يخصنى ولا يعنينى البته ، ولكنى ارفض الاثنين خصوصاً اذ كنا نمشى مرددين سلميه سلميه ، وكنا نريد الحفاظ على اولادنا واخاوتنا الظباط وانتم كنظام فاسد لا تريدون الحفاظ علينا ولا على الشعب واستخدمتموهم ضدنا، خطاب بكل صراحه وعقلانيه مطلقه لا يرضينى ولا يرضى اى مصرى على الإطلاق.

نعم ، سأتجه يوم السبت إلى ميدان التحرير سواء فى حظر التجول او ما بعده وثقتى فى الجيش المصرى خير اجناد الارض انهم لن يؤذينى وسيكون درعاً للمطالبه بحقى وحقوق المصريين اجمعين.

ظللت اتابع ردود الافعال وثم رأيت اُناس على شاشات التلفزيون يشتكون اعمال النهب والسلب واخبار عن حرق بعض اقسام الشرطه و...و...و. ، لا ليس هذة بالطبع ثورتنا فأنتم لم تكونوا معنا فى التحرير ، ثورتنا نظيفة وشهدائها اشرف ناس على وجه الأرض ، ثورتنا تبنى لا تهد ، انتم كاذبون ، انتم ما تفعلون ذلك ، انتم ما تشيعون ذلك ، نعم انتم ايها النظام المستبد الكاذب.

اتابع بشغف من شرفة البيت الشارع … انه هادئ ، ما اسمعه فى التلفاز شائعات اذن كاذبه …

استيقظت باكراً يوم السبت ، لاصحو على صوت هرولة ابى إلى الشارع ، ، ونظرت من الشرفه رأيت كل رجال عمارتنا والبنايات الاخرى التى بجانبها واقفين فى الشارع بعصيان طويله وغليظه.

نزلت مسرعاً ايضاً بخوف ورهبه من مجهول وامسكت ما رأيت امامى من عصا وانتظرت ماذا هناك ، فعلمت ان قسم شرطه المقطم وحى المقطم قد نهبوا وسرق منهم كل شئ حتى الاسلحه ، ننتظر هذا المجهول الذى سياتى إلينا ويريد قتلنا وسرقتنا وهتك اعراض نسائنا، نعم سنموت هنا دفاعاً عن اعراضنا واهلنا وبيتنا ، شهداء اذا اراد الله تعالى ، انتظرنا طويلاً حتى سكنت الأوضاع ومازلنا فى الشارع كنت لم اكمل نومى واريد قسطاً كبيراً من الراحه لكى اذهب إلى التحرير ، ذهبت مره اخرى للخلود إلى النوم ، وبعد 15 دقيقه سمعنا صوت هروله وخوف وذعر نزلنا جميعاً مسرعين ، كل رجال المنطقه والحى امام بيوتهم متأهبين بعصيانهم وسكاكينهم الصغيره ، ننتظر هذا المجهول بخوف و استماته فلا نعلم ما عددهم وما اسلحتهم … ولكننا لن نحيى على وجه الأرض ونرى بيتنا واعراضنا تنتهك ابدا .




منظر رهيب فى منطقتنا لم و لن ارى هؤلاء الرجال متجمعين تحت بيوتهم هكذا و على وجوهم الذعر والخوف من مجهول ابداً ، احساس بالعجز لعدم تكافؤ المعركه فهؤلاء المخربين والقتله كثر مع قله فى عدد سكان منطقتنا فى غياب الأمن ،حتى بقياس الاسلحه فالكثر هم من لديهم اسلحه ثقيله وما نملك نحن المدنيون المذعورون سوى العصا والطوب للدفاع به عن كل ما نملك.

تكرر مشهد الصعود والنزول إلى البيت اكثر من مره حتى يأتى إلينا شخص كل وقت قصير ليؤكد لنا اننا جميعاً يجب ان نبقى يقظين تماماً ومتفرغين للدفاع عن ممتلكاتنا الخاصه .

لن اطيل فى هذا لانكم جميعاً مصريين فى ميدان التحرير او ليس فى ميدان التحرير عشتموه بشائعاته وقلقه وتفتيش الناس المدنيين لك ونظراتهم التى توحى بالشك بك اذ هم لم يعرفوك ، وحث الناس لك ان تلبث شاره بيضاء فى ذراعك لتكون صمام امان لك ومعرفة انك من ضمن المقاومه الشعبيه وسرعان ما تكونت لجان لكى تحمى ليس فقط نفسها او ممتلكاتها الخاصه ولكن ايضاً الممتلكات العامه …. فلقد على صوت العقل على صوت الباطل وعرف المصرييون قدرهم ، وقدر شجاعتهم وقدر حبهم لوطنهم وقدر ما يضحونه من اجل التغيير والامن والامان لابنائهم .

ليس لى ان اقول فعلاً هذا هو شعب مصر ، لانى متأكد قبل ان يحدث هذا ان شعب مصر اصيل متاصل لا يقبل استغلال المواقف الحرجه للبلاد فى أى شئ مخرب ، كان جميع الناس متكاتفون متعاونون ومتحابون ، كلهم هدفهم حماية الوطن وحمايه ممتلكاته ، فهذا المحل الذى تاكل فيه انت واصحابك فى الخروجه، وهذا المحل الذى تشترى منه مستلزمات بيتك ،وهذا الكشك الذى تشترى منه الاشياء الصغيره والجرائد وهذا وهذا وهذ....إلخ ، كلنا نريد الحفاظ على كل هذا ، على محل عم محمود اللبان ومحل اولاد رجب وخير زمان وميترو والتوحيد والنور والمولات العامه كل هذا من ضمن ممتلكاتنا ومالنا ، ومن يسرقه يسرقنا ويسرق ضرائبنا ومالنا ايضاً.

احست الناس جميعاً بالأمان شيئاً فشيئاً رغم الاإعلان عن هروب مسجلين خطر ومسجونين وقتله ولكن كل هذا جعلهم يتاكتفوا اكثر ويعلمون بعضهم البعض ويحثون بعضهم البعض على التنظيم وكيفية التنواب وقفل جميع الشوارع المؤديه إلى بيوتهم وعدم فتحها إلا بمعرفة هوية الداخل ، وبمرور الوقت حفظنا اشكالنا واشكال جيراننا حتى فى اقصى اليمين واليسار ، نعم صدقوا او لا تصدقوا يا من لم تعيشوا تلك اللحظات الشعب المصرى كان يد واحده فى كل شئ تلك الأيام .



مشكلة هذة الأيام بعض الطلقات الناريه التى لم يكن احد يعلم ما مصدرها ، وكانت تدور حولها الشائعات وما ان نعلم انها قادمه من الجيش او من مدنى مثلنا لديه سلاح مرخص حتى ينقلب تخوفنا إلى اطمئنان ، وما كانت من تلك الشائعات إلى ان تزيدنا يقظه وتحدى، وليس معنى ذلك اننا لم نمسك بخارجين عن القانون ، بل فعلنا اكثر من ذلك اننا جعلنا فى هذة الاوقات عدم تفكير اى شخص حتى فى الخروج عن القانون .


كل يوم يمر نزداد اطمئناناً حتى جاء يوم ثلاثاء اخر ، ترقب يزداد وسط اعمال متوقفه وحظر تجول غير مطبق فى التحرير وفى جميع انحاء مصر … وتخوف من قله مندسه بين الجيش والشعب ولكن مثال اخر للتحضر من الشعب المصرى فى ثلاثاء اخر ….. للأسف لم اكن اشارك به نظراً لأنى فرد من6 افراد امام عمارتنا ذات الكثاقه السكانيه العاليه بالنسبه للعمارات التى بجوارنا التى يقدر متوسط الرجال بها إلى 3 او 4 ، ولذلك بقيت ولكن قلبى معكم هذة المره يا ثوار مصر.

مظاهره مليونيه كما اردنا ، وسط مخاوف ان يركب هؤلاء المتظاهرون بعض الجهات امثال البرادعى والاحزاب المعارضه الضعيفه فى الأصل والإخوان والذى لم يكن لدى اى من هؤلاء النيه فى التظاهر فى اول ثلاثاء كنا به ننادى بالتغير والحريه والعداله الاجتماعيه ، ولكن هيهات فلقد كنت معكم ايها الثوار واعلم انه لم يخلق بعد من يقودكم حتى لو استيقظ عرابى من قبره لفشل فى ذلك .

بيان هام لرئيس الجمهوريه ، ترقب وسط حاله من الامل والاحساس انه لا جديد فما حدث قبل ذلك وإن يبشر بألامل ولكن ليس كافى وايضاً فى وقت متأخر جداً ، سواء كان تعيين حكومه جديده مع بعض الاستفهامات على جلوس بعض الوزراء على كراسيهم او تعيين عمر سليمان او إقالة احمد عز ليس كافى لإرضاء ثورة شعب بأكمله يا ريس .

وبلا مبالغه فلقد جاء بيان الريس مشبعاً لرغباتى وطموحاتى لوطنى ومن ضمن ما قاله فى بيانه وهو دعوه للحوار لكل اوجه المعارضه ولكن هيهات لأولئك الذين يريدون ركب الثوار فهم بعد ان كانوا لا ينون الترشح من اساسه للرئاسه فى عهد مبارك يرفضون الان الحديث عن مصالح البلد ، وهذا ينم عن جهل واضح لان هذا فى مصلحتهم اولاً لان لابد ان يتم تغيرات دستوريه لكى يستطيعوا ان يرشحوا انفسهم بالانتخابات ولن يتم هذا الا فى وجود الرئيس ، وهذا ان دل فيدل على غباء سياسى من المعارضه كانت قد اخذته من نظيراتها من الحكومات المتلاحقه السابقه ،وفتح ايضاً ملف الانتقال السلمى للسلطه وإعلانه ان لم تكن لديه نيه بغض النظر عن الظروف الحاليه فى ترشيح نفسه للرئاسه.، واعلن عن حرصه ان لا يترك مصر الا وهى مستقره ، وانه سيعمل خلال الشهور القليله المتبقيه على تحقيق ذلك من خلال تعديل للدستور ليشمل فترات محدده للرئاسه ، واعلن التزان البرلمان باحكام القضاء واحكامه دون ابطاء، وكلف جهاز الشرطه لحماية الوطن والمواطنين بنزاهه وامانه واحترام كرامتة الشعب بوزير داخلية بالفعل مبشر للخير وجدا كمان، وامر السلطات الرقابيه بملاحقة الفاسدين ومن تسببوا فى النفلات الامنى ومن قام باعمل النهب والسرقة و.... و.... و...


بالفعل خطاب يكفينى ، وما اريد قوله الأن انى والحمد لله اعيش حياه كريمه ومتوسطة الحال لم اشتكى ابداً من مسأله ماديه فالحال مستور وميت فل وعشره لى ول اسرتى والحمد لله ولم اكن متضرر من هذا النظام ابداً ، ولكن كنت ارى واحس واعيش مع شعبنا ومعرفتى بفقره وعشوائياته وكبت حرياته وعدم وجود اى نوع من العداله الاجتماعيه و.. و إلخ ، فانا واحد من المهمومين ب مصر مثلك ، ابتاع فى اليوم على الأقل جريديتين لمعرفة اخر احوالى واحوالكم رغم ان عمرى 19 سنه ، لم اكن اتظاهر يومى 25 و 28 من اجلى فلم يكن لدى اى مطلب على الإطلاق او اى هدف ، هدفى فقط شعبنا ، نعم شعب مصر الذى كنت اؤمن ان لديه طاقات مكبوته يستحق اكثر من ذلك ، حياة افضل وارقى ….. كنت انظر بطبيعتى للأخرين واتظاهر عنهم اذ يكن او لم يكن لديهم ثقافة التظاهر من اجل انتزاع حقوقهم المسلوبه كنت انا عنهم هناك معرضاً فى ذلك حياتى للخطر ، ولكن الأن وبعد ان تحقق مطلبى فأسمحوا لى انى لن انزل إلى ميدان التحرير معارض بل اذ نزلت سأنزل مؤيد لهذا البيان اسعى لتحقيقه وتثبيته والمطالبه بالاسراع فى العمل به … واطلب منكم وان كنت اعلم ان من بينكم مدسوسين الان فى ميدان التحرير من هؤلاء الراكبون ، وإن هناك انتم يا من ضرب عليكم طلق رصاص حى فاصبح الموضوع بالنسبه لكم كالثأر لدى الصعايده –- ارجوكم لا تجعلوا ميدان التحرير يفقد مصداقيته ولا تفقدوا مصداقية ثورتنا--، الموضوع الان ليس كذلك على الإطلاق ،بل الان امامنا مستقبل مصر الذى بدأناه فدعونا نبدأ فى مشوار طويل سنبنيه فى المستقبل يحتاج جهد وفير ،و لا نحتاج إلى هؤلاء من يتسمون بالغباء السياسى

ادعو كل من يرى ان التحرير ملاذاً له الان ان ينظر للأخرين الذين تظاهروا فى يوم من اجله ويحتاجوك الان للكف عن التظاهر من اجلهم ، ومن اجلنا ومن اجل بناء وطن سوى متعاونون جميعاً وليس مع من يجتمع مع الامريكان بالطبع

انا لا اتحدث عنكم لانى فقط واحد منكم ، اريد الافضل لى ولك ولجميعنا ولمصر ، ولا اعلم عدد من يتفق معى منكم ولا عدد من يختلف معى ايضاً ، ولكن اسمحو لى ان اعرض رأيى عليكم منتظر ردكم وارائكم فى حوار بَناء من اجل بِناء مصر من جديد، واخيرا كما قلت انا لست متحدثاً بأسمكم ولن اكون ابداً فانا اصغر ان اكون كذلك ، انى فقط واحد منكم ايها الثوار ، واحدٌ من الثورة.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابداً لم يكن المجلس العسكرى حامى ثورتنا

قالك الجيش هو حامى الثوره عيبنا فى البلد دى اننا بنكدب الكدبه وبنصدقها بسرعه ، والكدبه المره دى كدبه كبيره، الا وهى- قال ايه- الجيش هو ال حمى الثوره ، المجلس العسكرى هو ال كدب الكدبه وللأسف الناس صدقتها وبدأت ترددها كانها مثل شعبى … .. امتى يعنى مش فاهم حمى الثوره … تعالوا نشوف مش الجيش نزل 28 يناير... الجيش لما نزل اليوم ده مكنش واخد تعليمات يعمل ايه ، كنا بنسألهم هتعملوا ايه ، يقولك لسه مستينين التعليمات تجيلنا ، طيب انتوا مع مين يقولك مجلناش تعليمات ... بس احنا مع الشعب طيب تعالوا نشوف بقى هما ازاى كانوا مع الشعب ، الفيديو ده يوم 28 يناير وبيوضح ازاى اننهم نزلوا يحموا الامن المركزى ويطلعوا بقيتهم من التحرير البقيه ال معرفتش تركب مصفحات الداخليه وهى بتهرب … وجه يوم 29 يناير.... وخدوا التعليمات للأسف ، والتعليمات هى ان العالم بتوع التحرير دول مشوهم بمساعدة الشرطه ورجالة الداخليه … .. وابتدى فى الصباح الباكر ضرب قنابل مسيله للدموع على مرأى من الجيش ، بالعكس بقى ، ده الشرطه كانت بتضرب القنابل وتتحامى فى الدبابات مش بس كده واتضرب علينا ضر

عندما يختلط الحب بالبيزنس

ما هى ال   swot analysis بتاعة الحب : ال S : نقاط القوه يا سيدى انك من اجل هذا الحب تريد ان تفعل اى شئ... صدق او لا تصدق ولكن الحقيقه ان الحب يولد طاقه لا تفنى داخل الانسان... انت تحب اذاً انت فى داخلك طاقه رهيبه تريد استغلالها على الاقل فى لفت نظر من تحبها ... انت تريد باستغلال هذه الطاقه ان تثبت لها انك افضل كثيراً من حبيبها السابق ... اينعم .. ومن منهن ملهمش ماضى يا عزيزى :D ال W : نقاط الضعف يا صديقى تتمثل فى المساحه التى تأخذها من تفكيرك يومياً .. الم يأتيك يوماً وانت فى عز انشغالك بالعمل هامس صوتها الرقيق او حتى نظره عينيها الجميله مما جعلك بالتأكيد تسرح و تجلس بالساعات تفكر كيف هى وكيف حالها ويا هل ترى تفكر في كما افكر فيها .. وإلخ . بلاش كده اوفر شويه خلينا واقعين .. بالتاكيد ترجع من عملك مرهق ومتلهف للنوم لساعات طويله .. ألا تتقلب فى السرير نصف هذه الساعات لمجرد ساعدتك الساذجه بالتفكير فيها.. اذاً فانت تؤثر سلبياً على نومك مما يؤثر سلبياً على عملك ... م الاخر مفيش فايده. ال O : فرصتك يا عزيزى ليست كما تتخيلها ، لن يفيدك كما تعلم ان  تستمر فى الحلم بدون الواقع ..

فى نقد الجيش

فى نقد الجيش نعم فى نقد الجيش ، اقولها وامرى إلى الله ، لا خوف من محاكمات ولا استدعاءات عسكريه من الجيش ؟ ، اقولها واعرف ان الجيش ليس المجلس العسكرى ولكن اليس هكذا يعتقد البعض منا ، فلتكن اذاً صادمه بالنسبه لهم ، فى نقد الجيش " المجلس العسكرى " دائماً وابداً طالما ترك ثكناته ودخل مدخل السياسه ... اقولها بصراحه انى كجميع المهتمون بالسياسه الداخليه لمصر فقدت الثقه بكم فى اكثر من مناسبه لاكثر من مره فقدت الثقه بكم  : عندما اعتقلتم عمرو البحيرى احد ثوارنا وثوار الثوره ، عمر عيسى من كان يقف بجانبنا كتفاً بكتف فى اصعب ايام تلك الثوره العظيمه .... تلك الثوره التى تدعون حمايتها ولا اجد منكم سوى عرقلتها وعرقلة شبابها نعم تدعون حمايتها ف انا اثق تمام الثقه انكم كنتم مهتمون بالا يحدث انقلابات داخل الجيش عليكم وعلى المشير نفسه اكثر من اهتمامكم بالثوار وهذا يتضح فى متابعتكم البطيئه وردود افعالكم البطيئه لاحداث الثوره ، كيف لى ان انام واتكلم عن حقوقى وحريتى والديمقراطيه وحرية تكوين الاحزاب ومن كان يحارب منها من اجلى بجانبى يسمى بالبلطجى ويُحبس فى سجونكم ... الن اكون هكذا خائناً لدماء