مقدمه:
بعد حرب أكتوبر 1973 ، كانت تأمل إسرائيل فى أسترجاع سينا ... وبعد تحرير مصر وأستراداد طابا عام 1982 ، لم تفقد إسرائيل الأمل أبدا فى أغتصاب قطعه من لحم مصر فى القاره الأسيويه فزرعت الكثير من الجواسيس فى أكثر من مكان نجح بعضهم ومعظمهم كانت نهايته الفشل وهذا سرد لقصه فى هذا الإطار ... فهذا تخيلى لفتره من 2000 ل 2007 .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كل شئ كان يسير على ما يرام حتى جاء ما أدى إلى تغيير حياته رأساً على عقب ، ثلاث صدمات لم يكن يتخيلها دايفيد فى يوم من الأيام ولا حتى فى اسوأ كوابيسه ... كل هذه المصائب ألت أن تتجمع فى أن واحد.
الأولى هو أنه سيضطر للعيش مع أمه المريضه فى مستعمره ميخائيل الإسرائيليه حيث تعمل أمه فى حياكه الملابس ويعمل هو فى الجيش الإسرائيلى وهو يعلم جيدا أنه هرب من إسرائيل بسبب التجنيد و لقد أتجه إلى مصر هروبا من الحروب والأشتباكات مع الفلسطنيين ورجوعه ليس سهلاً لولا أن رئيس وزراء إسرائيل "إرييل شارون" دعا كل يهودى لمساعدة وطنه فى الحرب على فلسطين ، ولم يخبئ سيادته بعض الإغراءات والمكافأت الشهريه .
الثانيه أنه سيترك مصر والذى أستطاع بعد عناء شديد ومساعدات من رجال أعمال يهود أن يفتح مشاريع و ويُكَوِن رأس مال لا بأس به ، ولكنه سيضطر إلى ترك هذا كله ليعيش بجانب أمه المريضه وأيضا ليعمل بالجيش الإسرائيلى ليوفر المال الازم للعملية التى تحتاجها والدته لأنها كما قال الطبيب أصبحت ميته أكلينيكيا وتحتاج لعمليات باهظه الثمن لكى تعيش وستحتاج أيضاً لمن يرعاها بعد شفائها التام .
الثالثه والكبرى التى زلزلت كيانه وحطمت كل أحلامه فهى أن زواجه من راشيل أصبح مستحيل ، لأن السلطات الإسرائيليه تحظر زواج يهودى من فتاه ليست من أم يهوديه.
وبالنسبه لراشيل لم تعطى لهذا الموضوع أى أهميه على الإطلاق ، ولكن دايفيد كان خائفا بل لو حق القول مرعوبا من إغضاب السلطات الأسرائيليه فهو يذكر جيدا ذلك اليوم المشئوم هذا اليوم الذى لم يسقط من خياله .
بعد حرب أكتوبر 1973 ، كانت تأمل إسرائيل فى أسترجاع سينا ... وبعد تحرير مصر وأستراداد طابا عام 1982 ، لم تفقد إسرائيل الأمل أبدا فى أغتصاب قطعه من لحم مصر فى القاره الأسيويه فزرعت الكثير من الجواسيس فى أكثر من مكان نجح بعضهم ومعظمهم كانت نهايته الفشل وهذا سرد لقصه فى هذا الإطار ... فهذا تخيلى لفتره من 2000 ل 2007 .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول
دايفيد ميخائيل مزدوج الجنسيه محل ميلاده مصر وديانته هى اليهوديه ، رجل فى اواخر الأربعينيات يتمتع بقوام ممشوق وله نصيب لا بأس به من الطول وحظ وافر من القوه العضليه عكس تماما حظه من القوه العقلية له شعر أشقر وعينين سوداوتين لا يعرفان الكذب وأنف معتدل وينتهى وجهه بذقن أملس دائم الحلاقه..... عام 2000 _ أنتفاضه الأقصى.
كل شئ كان يسير على ما يرام حتى جاء ما أدى إلى تغيير حياته رأساً على عقب ، ثلاث صدمات لم يكن يتخيلها دايفيد فى يوم من الأيام ولا حتى فى اسوأ كوابيسه ... كل هذه المصائب ألت أن تتجمع فى أن واحد.
الأولى هو أنه سيضطر للعيش مع أمه المريضه فى مستعمره ميخائيل الإسرائيليه حيث تعمل أمه فى حياكه الملابس ويعمل هو فى الجيش الإسرائيلى وهو يعلم جيدا أنه هرب من إسرائيل بسبب التجنيد و لقد أتجه إلى مصر هروبا من الحروب والأشتباكات مع الفلسطنيين ورجوعه ليس سهلاً لولا أن رئيس وزراء إسرائيل "إرييل شارون" دعا كل يهودى لمساعدة وطنه فى الحرب على فلسطين ، ولم يخبئ سيادته بعض الإغراءات والمكافأت الشهريه .
الثانيه أنه سيترك مصر والذى أستطاع بعد عناء شديد ومساعدات من رجال أعمال يهود أن يفتح مشاريع و ويُكَوِن رأس مال لا بأس به ، ولكنه سيضطر إلى ترك هذا كله ليعيش بجانب أمه المريضه وأيضا ليعمل بالجيش الإسرائيلى ليوفر المال الازم للعملية التى تحتاجها والدته لأنها كما قال الطبيب أصبحت ميته أكلينيكيا وتحتاج لعمليات باهظه الثمن لكى تعيش وستحتاج أيضاً لمن يرعاها بعد شفائها التام .
الثالثه والكبرى التى زلزلت كيانه وحطمت كل أحلامه فهى أن زواجه من راشيل أصبح مستحيل ، لأن السلطات الإسرائيليه تحظر زواج يهودى من فتاه ليست من أم يهوديه.
وبالنسبه لراشيل لم تعطى لهذا الموضوع أى أهميه على الإطلاق ، ولكن دايفيد كان خائفا بل لو حق القول مرعوبا من إغضاب السلطات الأسرائيليه فهو يذكر جيدا ذلك اليوم المشئوم هذا اليوم الذى لم يسقط من خياله .
عام 1973 / 4 أكتوبر
11 مساء ـ تل أبيب
فى هذا الوقت ينام الجميع فى تل أبيب إلا أصحاب الكاس ومدمنين السهرات والبارات وحتى هذا كان يتم فى صمت... المكان يعمه صمت رهيب لا يعكره إلا اصوات اجنحه الخفافيش ، أسترخى دايفيد ذو ال 7 أعوام وقد ساعده فى ذلك حاله التأمل الكونى فى السماء وهو لا يفكر إلا فى الحلوى التى وعده بها أبيه ، حتى قطع هذا السكون صوت انفاس لاهثه وكأنها لعداء فى مسابقه 100 متر عرف بعدها أنه صوت والده وعلى الرغم من أنه رجل يافع فهو ضخم الجثه ،فى وجهه الكثير من الخطوط والحفر ولديه أنف دايفيد وعلى رغم من بياض وجهه لكن هذا اليوم تغير وجهه للأصفر تماما وكأنه عصر ليمونه كبيره من مزارع دينا على وجهه .... ولقد جاء ولكنه لم يسأله عن الحلوى نظرا لأنشغاله بملاحظه أبيه وهو منهمك و ظهر عليه التعب الشديد والعرق يتصبب من كل جزء فى جسمه ووضح عليه أنه جاء بأقصى سرعه ممكنه .. وفى يده بضع الأوراق قبض عليهم بشده قبل أن يلقيهم فى المدفئه ويتأكد من إحتراقه وحرص على تحويلهم الى رماد لم يلاحظ دايفيد شئ منها إلا بعض الخرائط ...
وقف دايفيد ينظر لأباه بعين الامبالاه مخلوطه بنظرات استعجاب حتى جاءت أمه مسرعه ـ وقالت فى لهجه خاطفه وقلقه
فأكمل رئيسه كلامه بنفس اللهجه الخبيثه
لم يستطع النوم هذه الليله وتجمعت له مخاوفه فى آن واحد غدرهم به وقتله ولكنه كان يطمئن نفسه بأنهم لو ارادوه قتيلا لكانوا فعلوا منذ أن خطت قدماه فى تل أبيب.
ذهب دايفيد وفى ذهن علامات أستفهام كثيره عن طبيعه العمل الذى يريده فيه مدير المخابرات ... وصل ال ذلك المبنى الناطح للسحاب وعندما أقترب من باب الدخول خضع أولاً لجهاز أمن حيث يضع يده على جهاز لرفع البصمات ثم أقتربت منه أله أسطوانيه الشكل خرج منها أصبعين حديدين طويلين أقتربوا من عينيه ليتعرفوا على بصمه قرنيته ثم فجاءه سمع صوت أنثوى بارد يقول الآن سيد "دايفيد ميخائيل" يسمح لك بالدخول رقمك السرى هو 608 ، وسرعان ما أصطحبه أثنان طوال القامه ال المصعد ثم إلى مكتب مدير المخابرات الإسرائيليه المحليه...... دخل دايفيد ولكنه لم يجد أحد هناك والأسوء من ذلك تركه الأثنان طوال القامه فحاول أن يسألهم أين هو مدير المخابرات ولكنهم لم يعيروه أهتماماً ، لم يكن يعلم ماذا سيفعلون به ورجعت له هواجسه ومخاوفه فهل سينتقمون منه لهروبه من التجنيد ؟ أم ، هل هو فعلا عمل ؟ ... ولو عمل ما هو هذا العمل المهم الذى يستدعى لمقابله مدير المخابرات المحلى وفجأه قطع حبل مخاوفه وكل تساؤلاته عندما رأى هذا الرجل الذى أخذ أباه بلا رجعه ...... لديه الأن أحساس بالخوف والأنتقام فى آن واحد ذلك الرجل القصير ذو الصلعه اللامعه ... ذلك الوجه الذى لا يعرف الرحمه ... هجم عليه وضغط بكلتا يديه على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيره بين يديه وبعدها حطم رأسه .... للحظه تخيل دايفيد أنه قتله تمنى ذلك ولكنه أمامه الأن .... من هو؟ وما الذى أتاه هنا؟ ولماذا بعد كل هذه السنين ؟...
نظر الرجل لدايفيد نظره حاده وكأنه يعلم ما كان يتخيله منذ قليل وقال بنفس اللهجه الآمره التى قالها للمخبرين
فتذكر فى الحال والدته والعمليه باهظة الثمن واحتياجها لرعايه خاصه .
وبرع فى عمله كثيراً حتى استدعاه موشيه ذات يوم ، وابتسم وهو يقول
فى البداية اسندوا إليه بعض أعمال الترجمه لتقارير وارده من عملاء اجانب ، ثم استدعاه موشيه مره أخرى وقال له
ولم تمض فتره قصيره حتى استدعاه موشيه مره أخرى ، وقال فى لهجه معبره عن أهمية الأمر وخطورته
ولكن فجأه وبدون سابق انذار وفى نفس اليوم الذى استدعى فيه للسفر إلى تل أبيب فوجئ بشابين من رجال الأمن المصريين فى حجرتها يسآلانه بلهجه مهذبه
حاول الأعتراض وثار ثورة مصطنعه وهدد بالأتصال بالسفاره المغربيه ، ولكن لم يعره أحد انتباهاً وعثر الشابان على الأفلام فصاح هو بهما" إنها مجرد صور تذكارية للرحلة".
دس أحدهم يده فى جيب دايفيد وأخرج الرسوم الكروكيه لميناء والمواقع العسكرية المصرية وهو يقول فى صرامه
وكان ما كان ، لم تكن رحلة الظابط المصرى من بورسعيد إلا القاهرة سهله أو هينه بل كانت مغامره عنيفه جداً ، خاصاً مع محاولة الموساد لإسترداد جاسوسهم قبل الوقوع فى يد السطه المصرية ، فلقد كان يتبعهم ثلاث سيارات بهم أشخاص مسلحين ....
اما عن ال 3 ساعات التى عبرها الظابط أسامه بنجاح رغم محاولة الموساد فهى تستحق ان تصور كفيلم سينمائى نظراً لكمية اطلاق الرصاص المتبادل ومحاولات الموساد الفاشلة لتعطيل حركة سيارتين المخابرات المصرية ، ولكنهما وصلا فى النهاية إلى القاهرة وتسلمت السلطات دايفيد وقبل أن يبدأ أحمد سمير نائب رئيس المخابرات المصرية التحقيقات معه مال نحوه قائلاً
نور ضئيل فى عز الصباح يأتى إليه على شكل خطوط طويله متاثراً بانعكاسات أعمده الحديد الخمسه التى هى المصدر الوحيد لضوء الشمس الحارق والهواء فى حياته منذ ان كشف أمره .... ينظر اليها متوسلاً ربه ان يخرج من محبسه سليماً وان يرى طفله وزوجته ... ولكن ماذا سيفعل الموساد بعد ان اعترف بكل شئ ؟؟... سيقتولنه بلا شك ...
ولكنه الان منتظر خروجه كما وعده نائب المخابرات المصرى إذا افصح عن كل ما لديه وهو ما فعله طول شهرين مضوا من استجوابات وتحقيقات يومياً، فهل ستوفى المخابرات المصريه بوعدها ام لن يتركوه ابداً ؟!...
ولكن قطع حبل افكاره وتساؤلاته عندما دخل عليه أحمد سمير بإبتسامه جميله وقال
وتعجب سمير سائلاً
ومنذ هذه اللحظه وكلمات سمير تتردد فى اذنه تخترقها ليلاً ونهاراً حتى وصل إلى تل ابيب ثم مباشراً جهاز المخابرات الإسرائيلى وسريعاً ادخل رقمه السرى وخضع لإجهزة الموساد للتأكد من شخصيته وإلى مكتب المدير … وعندما فتح الباب بعنف وجد موشيه وبكل برود مثل اول يوم قابله ينظر له ويقول له بصوته المبحوح …
وبصعوبه بالغه وبصوت خافت ووجه أصفر اللون وبأيدى مرتعشه قال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وقف دايفيد ينظر لأباه بعين الامبالاه مخلوطه بنظرات استعجاب حتى جاءت أمه مسرعه ـ وقالت فى لهجه خاطفه وقلقه
- "ماذا دهاك يا ميخائيل".
ميخائيل بعد أن التقط أنفاسه - " أنهم ورائى يريدون التخلص منى للأبد ".
- "من هم يا ميخا....”.
ولكنه لم يسمع بقيه سؤالها بسبب الضجه الناتجه عن أقتحام ثلاث من المخبرين ضخام الجثه - لم ير دايفيد لهم مثيل إلا فى أفلام كارتون سوبر مان - شقتهم وقبل أن يعترض أصحاب المنزل أخذوا فى بعثره الأثاث بحجه التفتيش ومرت فتره طويله ولم يعثروا على مرادهم ، حتى جاء رجل قصير القامه شاربه يغطى نصف وجهه ، - وقال بلهجه حازمه :"لن تجدوا شيئا ".
كان صوته الغليظ وحشرجه حنجرته يعطوا إنطباع بأنه أنسان لا يعرف الرحمه ومن الواضح أنه يعمل بالموساد .. ثم ألقى نظره على المدخنه ، - وقال :" لأنه ألقى بالمنشورات هناك "، وهو يشير بالسبابه إلى المدفئه .
ثم قال فى برود خارجى و عصبيه داخليه :" خذوه".
هذه اللحظه لن ينساها دايفيد أبدا ، لحظه فراقه عن أبيه والدموع تجرى فى عينيه كما يجرى نهر النيل ، فضمته أمه إلى صدرها وأنفجرت معه باكيه ... ومنذ هذه اللحظه لم يرى أباه.
لم تكن هذه هى نهايه الصدمات بل تواصل الأمر بإنتهاء إنتفاضه الأقصى وأستغناء الجيش الأسرائيلى عن جنوده المرتزقه وأنتقاله إلى حيفا وعمله هناك كرجل شرطه بأجر تافه ضئيل ، وإضطراره للعيش فى مسكن مشترك مع يهودى من أصل شرقى أخر ، ومعاناته من سوء معاملته فى إسرائيل بإعتباره أحد يهود الأشكنزيم من الطابقه الثانيه فى المجتمع الإسرائيلى وها هى نهايه الصدمات بإنفصاله عن راشيل وتزوجت من يهودى ثرى وأنقطع أخر أمل لدايفيد فى الزواج منها ، وعلى الرغم من أن الحياه أقفلت أبوابها أمامه ولكنه بحث طويلاً على مفتاحها حتى فتحت له أبوابها من جديد فلقد ألتقى أثناء عمله فى شرطه الأداب بزميلته مارجريت فوقع فى حبها من أول نظره ، غرق فى بحر الحب المطل من عينيها وسرعان ما تزوجها وبدأ حياه أسريه جديده ينفق عليها من الرشاوى التى يتقاضها من قطط الليل ليغض البصر عن نشاطهن .
عام 2004 /4 مايوفى ذلك اليوم أستدعاه رئيسه فى العمل وقال له فى لهجه خاطفه خبيثه
- " كيف حالك يا دايفيد".
فأكمل رئيسه كلامه بنفس اللهجه الخبيثه
- " لقد رشحتك لعمل هام ".
- "أذهب إلى مكتب المخابرات غدا وقابل رئيسه كوهين".
لم يستطع النوم هذه الليله وتجمعت له مخاوفه فى آن واحد غدرهم به وقتله ولكنه كان يطمئن نفسه بأنهم لو ارادوه قتيلا لكانوا فعلوا منذ أن خطت قدماه فى تل أبيب.
ذهب دايفيد وفى ذهن علامات أستفهام كثيره عن طبيعه العمل الذى يريده فيه مدير المخابرات ... وصل ال ذلك المبنى الناطح للسحاب وعندما أقترب من باب الدخول خضع أولاً لجهاز أمن حيث يضع يده على جهاز لرفع البصمات ثم أقتربت منه أله أسطوانيه الشكل خرج منها أصبعين حديدين طويلين أقتربوا من عينيه ليتعرفوا على بصمه قرنيته ثم فجاءه سمع صوت أنثوى بارد يقول الآن سيد "دايفيد ميخائيل" يسمح لك بالدخول رقمك السرى هو 608 ، وسرعان ما أصطحبه أثنان طوال القامه ال المصعد ثم إلى مكتب مدير المخابرات الإسرائيليه المحليه...... دخل دايفيد ولكنه لم يجد أحد هناك والأسوء من ذلك تركه الأثنان طوال القامه فحاول أن يسألهم أين هو مدير المخابرات ولكنهم لم يعيروه أهتماماً ، لم يكن يعلم ماذا سيفعلون به ورجعت له هواجسه ومخاوفه فهل سينتقمون منه لهروبه من التجنيد ؟ أم ، هل هو فعلا عمل ؟ ... ولو عمل ما هو هذا العمل المهم الذى يستدعى لمقابله مدير المخابرات المحلى وفجأه قطع حبل مخاوفه وكل تساؤلاته عندما رأى هذا الرجل الذى أخذ أباه بلا رجعه ...... لديه الأن أحساس بالخوف والأنتقام فى آن واحد ذلك الرجل القصير ذو الصلعه اللامعه ... ذلك الوجه الذى لا يعرف الرحمه ... هجم عليه وضغط بكلتا يديه على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيره بين يديه وبعدها حطم رأسه .... للحظه تخيل دايفيد أنه قتله تمنى ذلك ولكنه أمامه الأن .... من هو؟ وما الذى أتاه هنا؟ ولماذا بعد كل هذه السنين ؟...
نظر الرجل لدايفيد نظره حاده وكأنه يعلم ما كان يتخيله منذ قليل وقال بنفس اللهجه الآمره التى قالها للمخبرين
- " أجلس ............................" وأكمل بأدب:" من فضلك ".
نعم يتذكر جيدا عندما قال" خذوه "... وكان من الواضح على دايفيد أنه لم يسمع حرف مما قال كان يسبح بخياله وذاكرته بما حدث وبما سيحدث ... فكل تركيزه الآن فى الأنتقام .... الأنتقام فقط من هذا الرجل الذى حرمه من أبيه طوال حياته منذ أن كان فى السابعه من عمره .
الفصل الثانى
- كرر الرجل الغامض كلامه بنبره اعلى مما سبق " اجلس هذا ليس طلب بل أمر ".
- " انا ميكائيل موشيه".
- " اعرف ان هذا صعب عليك ، ولكنى متفهم تماماً كم عانيت فى حياتك من فقدان الاب، ولك الحق ان تعلم ماذا حدث لاباك".
- " هدئ من روعك دايفيد ، عندما ستعرف .... ، ستفهم كل شئ حالاً ، ارجوك فقط اهدأ قليلاً " ، ثم طلب لدايفيد مشروب بارد .
- " والدك كان من أعز اصدقائى يا دايفيد ، درسنا سوياً ، وفرحنا سوياً وغضبنا سوياً ، كافحنا معاً وحققنا حلمنا بالعمل فى المخابرات سوياً ايضاً".
- " ولكن ابى كان فلاحاً".
- "كان هذا عملاً حركياً بالطبع ... تفهم قصدى ... فمثلنا فى المخابرات عندما يسئلونا عامة الناس ماذا نعمل ؟ يكون لدينا حرفه او عمل ، نعمل به حركياً حتى لا يفضح أمرنا ، هذه الأمور غايه فى السرية".
- " ولكن أين أبى طوال هذا الوقت".
- "كما قلت يا دايفيد ان اباك كان يعمل بالمخابرات بعد فتره قليله بالعمل فى الموساد قرر ان يتزوج والدتك مع انى حذرته مراراً ان عملنا هذا خطير والعواطف فيه اخر شئ يمكن استعماله ".
- " ولا حتى يمكن التفكير به ".
- " المهم، كان قد كلف والدك فى مهمه وهى مراقبة نشاط الشيوعين فى اسرائيل اولئك الذين يدعون ان السلطه تنفذ فكر الصهيونيه ، وقد كان فعلاً الشخص المناسب لهذه المهمه من كل الذين كلفوا بمراقبتهم .... هو الوحيد الذى استطاع ان يتوغل بينهم ويسرب ادق اسرارهم واماكن اجتماعتهم ، كان يمدنا الموساد بكل شئ تقريباً ... وفى هذا اليوم “.
- " امازلت تتذكره يا دايفيد ؟".
- "بالتأكيد " ، وكيف له ان ينسى هذا اليوم المشئوم ولكنه لم يرد ان يطول فى اجابته شوقاً فى سماع المزيد .
- " فى هذا اليوم شك الشيوعيين فى امره فلم نجد امامنا سوى ان نخرج من هذا المأزق وإلا قتلوه وقتلوا عائلته بأكملها بما فيهم انت ، فقررنا ان نتظاهر بالعكس ونشرنا على الصحف اليوميه صوره وعرضنا مكافأه لمن يبلغ عن مكانه ، وتعللنا بذلك بانه شيوعى متطرف وفعلاً قبضنا عليه حفاظاً على حياته وكان لابد من احداث ضوضاء عندما اسرنا اباك لكى يكون امام شهود عيان اننا قد اعتقلناه ، وبعد اسبوع من إعلان الأعتقال ابلغنا والدتك انه على قيد الحياه ولابد ان يبقى الأمر سراً حفاظاً على حياتكم جميعاً ، ولكن لم يستطع الموساد ابقاءه فى إسرائيل لمده أطول من شهر خوفاً من ان يكشف أمره فبعثوا به إلى هولندا فى سريه تامه تحت مسمى أخر حتى لا يعلم الشيوعين عنه شئ وهناك تزوج بإمراءه حسناء وسافرا معاً إلى ايطاليا وهناك مات اباك ولكنه طلب ان يدفن فى مصر بجوار قبر ابيه ، كان عنيداً فى هذه المسأله بالذات ".
- " أعتذر لوقاحتى فقد كنت أظنك من قتـــ......".
- " أعلم فأنت لم تكن تعلم الحقيقة بعد ، وأتفهم شعورك جيداً ولكن هذا ليس السبب الذى جعلتك تأتى من أجله".
- " اوه .....، نعم لقد سمعت إنى رشحت لمهمه ".
- " نعم ، لقد تم الموافقه على تعيينك فى جهاز المخابرات الإسرائيلى يا دايفيد وسأسند إليك مهمة مراقبة نشاط الشيوعين تماماً مثلما كان يفعل اباك فأنت أحق شخص بهذه المهمه ، فلا تخذل والدك يا دايفيد فى قبره وأجعله فخوراً بك ".
فتذكر فى الحال والدته والعمليه باهظة الثمن واحتياجها لرعايه خاصه .
- " ولكن يا سيدى .................".
- "أعلم أعلم ، لقد أدخلنا والدتك بالفعل إلى المستشفى ويجرى لها العمليه الأن وخصصنا لها اكثر الاماكن راحه وممرضه محترفه لرعايتها ".
6 يونيو عام 2005
وبرع فى عمله كثيراً حتى استدعاه موشيه ذات يوم ، وابتسم وهو يقول
- " يبدو انك محظوظ بحق يا دايفيد".
- " لماذا تظننى كذلك يا سيدى ".
- "لا تلق الكثير من الاسئله ، فقط اذهب لمقابله شخص هام ".
- "فى قهوة فيرد شمال شارع ديزنجوف فى تل ابيب فى تمام السابعة مساءً وهناك ستعرف كل شئ ، بالمناسبه والدتك بخير وتلقى رعايه ممتازه على نفقتنا … اجعلها فخوره بك يا دايفيد".
فى البداية اسندوا إليه بعض أعمال الترجمه لتقارير وارده من عملاء اجانب ، ثم استدعاه موشيه مره أخرى وقال له
- "سنرسلك فى مهمه إلى مصر يا دايفيد حيث افتتحنا مكتباً تجاريا هناك "
- " وما علاقتنا بالأعمال التجارية يا سيدى ؟".
- "هذا من الناحيه الظاهرية فقط كما تعلم "
- " صدقونى مستوى الوعى الأمنى عند العرب منخفض للغايه ".
2 نوفمبر عام 2006
ولم تمض فتره قصيره حتى استدعاه موشيه مره أخرى ، وقال فى لهجه معبره عن أهمية الأمر وخطورته
- " لقد ضرب المصريين إحدى سفننا اما باب المندب وهذا ما دفعنا إلى إسناد إلك مهمه بالغة الخطوره ، نعلق امالاً كبيره على نجاحك فيها ولست أكشف لك سراً عندما اخبرك ان رئيس الوزراء شخصياً شديد الأهتمام بما ستحققه فيها ".
- " انا رهن إشارتك يا سيدى " ، قالها دايفيد بحماس.
- " ستسافر إلى الأسكندرية ثم إلى الإسماعيليه نريد ان نعلم مدى خطورة اسلحة المصريين وأين يتدربون وهل يتدرب الفدائيون الفلسطينيون هناك على ضرب ناقلات البترول الإسرائيلية فى البحر الأحمر ؟".
- "ماذا لو أنكشف أمرى !!؟".
- " اين ؟ فى مصر ! لا تقلق بهذا الشأن يا رجل ... الخطه التى نضعها هنا فى الموساد ، يستحيل أن يكشف هولاء المتخلفين أمرها ".
19 أبريل عام 2007
ولكن فجأه وبدون سابق انذار وفى نفس اليوم الذى استدعى فيه للسفر إلى تل أبيب فوجئ بشابين من رجال الأمن المصريين فى حجرتها يسآلانه بلهجه مهذبه
- " هل يمكننا تفتيش حجرتك؟".
الفصل الثالث
حاول الأعتراض وثار ثورة مصطنعه وهدد بالأتصال بالسفاره المغربيه ، ولكن لم يعره أحد انتباهاً وعثر الشابان على الأفلام فصاح هو بهما" إنها مجرد صور تذكارية للرحلة".
دس أحدهم يده فى جيب دايفيد وأخرج الرسوم الكروكيه لميناء والمواقع العسكرية المصرية وهو يقول فى صرامه
- "وما هذه رسوم تذكارية أيضاً !!! ؟ ".
وكان ما كان ، لم تكن رحلة الظابط المصرى من بورسعيد إلا القاهرة سهله أو هينه بل كانت مغامره عنيفه جداً ، خاصاً مع محاولة الموساد لإسترداد جاسوسهم قبل الوقوع فى يد السطه المصرية ، فلقد كان يتبعهم ثلاث سيارات بهم أشخاص مسلحين ....
اما عن ال 3 ساعات التى عبرها الظابط أسامه بنجاح رغم محاولة الموساد فهى تستحق ان تصور كفيلم سينمائى نظراً لكمية اطلاق الرصاص المتبادل ومحاولات الموساد الفاشلة لتعطيل حركة سيارتين المخابرات المصرية ، ولكنهما وصلا فى النهاية إلى القاهرة وتسلمت السلطات دايفيد وقبل أن يبدأ أحمد سمير نائب رئيس المخابرات المصرية التحقيقات معه مال نحوه قائلاً
- "بالمناسبة يا دايفيد زوجتك مارجريت رزقت بمولوده أمس وهى فى حالة جيده"
- " سأعترف بكل شئ".
1 يونيه 2007
نور ضئيل فى عز الصباح يأتى إليه على شكل خطوط طويله متاثراً بانعكاسات أعمده الحديد الخمسه التى هى المصدر الوحيد لضوء الشمس الحارق والهواء فى حياته منذ ان كشف أمره .... ينظر اليها متوسلاً ربه ان يخرج من محبسه سليماً وان يرى طفله وزوجته ... ولكن ماذا سيفعل الموساد بعد ان اعترف بكل شئ ؟؟... سيقتولنه بلا شك ...
ولكنه الان منتظر خروجه كما وعده نائب المخابرات المصرى إذا افصح عن كل ما لديه وهو ما فعله طول شهرين مضوا من استجوابات وتحقيقات يومياً، فهل ستوفى المخابرات المصريه بوعدها ام لن يتركوه ابداً ؟!...
ولكن قطع حبل افكاره وتساؤلاته عندما دخل عليه أحمد سمير بإبتسامه جميله وقال
- "كل شئ بخير كما وعدناك كان هناك مبلغ يصل زوجتك كل شهر مع وعد بالعوده القريبه".
- "ومتى سأخرج من هنا؟ ".
- " الآن".
- "ولكن ماذا عن المخابرات الإسرائيليه؟, سيقتولننى بكل تأكيد ".
- "لا احد يعلم اى شئ عن ما اخبرتنا به ولقد اخبرنا الإعلام باننا افرجنا عنك بسبب عدم كفاية الأدله ،ولا نعلم لأى جهه تعمل".
- "هل هذا من أجل ان أعمل معكم بالمخابرات المصرية فى تل ابيب".
- "لا ، فبالتاكيد سيشكون بك ، ف عندما ترجع اسرائيل سيراقبونك جيداً ، وعندما يتأكدون انك لا تمثل خطراً عليهم سيكون هذا بعد عمر طويل".
- "بعد عمر طويل!!!".
- "نعم فجهاز الموساد كثير الشك ومليئ بالأغبياء".
- "اواثق انك لا تريدنى ان اعمل معكم كجاسوس؟".
- "لا ، فلدينا هناك الكثير الذين يمدونا بالمعلومات المثمره".
وتعجب سمير سائلاً
- " لماذا كل هذا الضخك؟!!! ".
- "لأننى كنت يوماً أظن ان الموساد الإسرائليى لا مثيل له على الإطلاق فى العالم ".
- " ها ها ها ها ، هذا هو عيب الإسرائيلين مغرورين ودائماً يشعرون بالزهو ويعتقدون اننا بلا عقل".
- " ها ها ها ، نعم ولكنى اؤكدلك الان انهم هم الذين لا يملكون عقل ".
- " لدى لك خبر سيحزنك يا دايفيد ".
- " هل أصيب زوجتى او ابنى بأى مكروه؟، انتم وعدتمنى ان …. ".
- "لا ، هم بخير كما وعدناك".
- "ماذا إذن ".
- " والدك لم يعمل قط بالمخابرات الإسرائيليه يا دايفيد ".
- "كيف؟ ، لم يكن يعمل!! ،ولكن اين كان يعمل ابى إذاً؟"، قالها بشك .
- " كان والدك شيوعياً اسرائيلياً وعلم ما كان الصهاينه يودونه بشأن العرب ….. علم انهم يودون تقسيم العرب إلى طوائف ولايات ويذرعا بينهم الفتنه وبذلك يسهل عليهم احتلالها والسيطره على الشرق الأوسط بأكمله، يوم مات الدك ، كان طبع بمساعدة احد معارفه كثير من المستندات التى تدل على ذلك لينشره ويوزعه على كا اسرائيلى ويهودى فى اسرائيل وحتى للإعلام ليعلموا ما يخطط له قادتهم ويكشف للجميع المخططات الصهيونيه القذره وما يفكرون به لدمار الوطن العربى واحتلالهم من النيل إلى الفرات وما سيفعولنه من مجازر وحشيه ، ثم جاء هذا الرجل الذى يدعى موشيه وكما تعلم انه زميل والدك فى المدرسه فى الصغر ولكن ما لا تعلمه انهم كانوا اعداء فى الكبر، وقتها كان يعمل كظابط فى الأمن الداخلى لإسرائيل وبعدها استطاع ان يقبض على وابيك ومن ثم قتله".
- " وهذه الصور توضح التعذيب الصهيونى الذى عانى منه والدك حتى الموت وكانت وصيته دفن جثته بمصر بجانب والده … الله يرحمه كان يهودى اسرائيلى وذو اخلاق رفيعه ومبادئ اصيله".
- " اذن ، الرجل الذى اعمل معه طوال هذا الوقت هو قاتل ابى".
- " صحيح فلقد ضللوك ، وعندما اخبرتنى عما اخبرك اياه موشيه بخصوص عمل والدك تعجبت فى بداية الأمر كيف صدقت الأمر ولكنهم يستطيعون التمثيل جيداً ،ولذلك صدقت هذا المسلسل الصهيونى الكذاب بكل سذاجه".
3 يونيو 2007
ومنذ هذه اللحظه وكلمات سمير تتردد فى اذنه تخترقها ليلاً ونهاراً حتى وصل إلى تل ابيب ثم مباشراً جهاز المخابرات الإسرائيلى وسريعاً ادخل رقمه السرى وخضع لإجهزة الموساد للتأكد من شخصيته وإلى مكتب المدير … وعندما فتح الباب بعنف وجد موشيه وبكل برود مثل اول يوم قابله ينظر له ويقول له بصوته المبحوح …
- " اه …... ، دايفيد لم أكن اتوقع انك ستأتى بهذه السرعه".
قرر دايفيد فى هذه اللحظه ان يتأكد من المعلومات التى سمعها وأكدها له سمير بالصور - " أين أمى ؟، هل هى بخير ؟".
- " للأسف لقد ماتت لكنك رزقت بــــ....".
- " اذاً ، ماتت أمى ".
- " اووووه.....، أسف ولكن أنظر إلى المستقبل ، بالمناسبه ماذا ستسمى مولودك الجديد".
- " هذا من أجل أبى".
وبصعوبه بالغه وبصوت خافت ووجه أصفر اللون وبأيدى مرتعشه قال
- " هذة من أجل أمى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات