التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مذكرات مدخن...."علبه سجائر", بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 9 فبراير


مذكرات مدخن
"علبه سجائر"




لا يستطيع ان يتنفس ، لا يستطيع ان ينام ولا حتى ان يفكر فهو لا يستطيع أن يفعل شئ ، ولكن يجب عليه أن يفعل هذا ..... جالس على كرسى متحرك فى حجره واسعه بعض الشئ وهو فى قمه غضبه .... أخذ يدور بالكرسى مرات ومرات على أمل ان ينتهى غضبه ولكن لم تفلح محاولاته حتى استقر أمام مكتب الكمبيوتر وعلى يساره سرير وخلفه شباك مغلق وعلى يمينه طاوله زينه ( تسريحه) فوقها بعض الاقلام والقليل من الجنيهات وصوره تجمع بينه وبين زوجته وعلبه سجائره.



************************



يتذكر أول مره فعلها وكأنها أمس . عندما عثر عبد الرحمن على علبه سجائره ، أذا به ينادى بأسمه وبأسم من حوله .. فتجمعوا حوله ، ما هذا يا عبد الرحمن ؟!! ،انقسموا الى مجموعتين مجموعه تذكرت كلام اهلها وخافت ان تغضب العليم وتركتهم ومجموعه أخرى أخذها مزيج من الفضول والجراءه فى استنشاق النيكوتين وكان هو من المجموعه الاخيره.



****************



ولكن يجب عليه فعل هذا ... بل أنه تأخر كثيراْ وتردد طويلاً فى الامتناع عن التدخين ؛ ولكنه لا يستطيع انها امامه هل سيضعف مثل المرات التى سبقتها ؟...هل ستفشل هذه المحاوله كالعاده ؟
انتفض من على الكرسى الذى يجلس عليه مازال لا يعرف ماذا يفعل ؟ ، ينقض على السجائر كالحيوان المفترس عندما يتيقن ان فريسته استسلمت ام يحاول المواصله.






**********************



عاد الى بيته، أستقبلته أمه وبحسها الأمومى عرفت.... ، ولكنها لم تثور به كالعاده عندما يخطئ أنما أخذته فى حجرته ونصحته بـ الا يفعل هذا مره أخرى وأخذت تسرد له أضرار التدخين وتحكى له كيف ان جده مات بـ سرطان الرئه بسبب التدخين ثم أخذت منه وعد بعدم تكرار هذا ... وياليته حافظ على هذا الوعد.



*****************



فعلاً أمسكها وأخرج سيجاره وأخذ يتأملها طويلا ثم بللها بطرف لسانه وكأنه منوم مغناطيسياً ومررها اسفل فتحه أنف ليستنشق رائحه التبغ ولكن لا....
ذهب الى النافذه وكأنه يصارع نفسه فكلما يتقدم خطوتين يتأخر خطوه ، ثم فتح النافذه بأقصى سرعه قبل ان يغير رأيه والقى السيجاره والعلبه كلها ....




************************



أستمر عبد الرحمن بسرقه علب السجائر من أباه ويناديه ليشرب معه .... يوم بعد يوم يزداد معدل السجائر التى يشربها حتى جاء اليوم الذى عرف والد عبد الرحمن أين تختفى علب سجائره ، فلم يعد مصدره الآن من السجائر يمدهم بالعلب المالربورو الفاخره ، فأضطروا ان يبتاعوا علب السجائر من مصروفهم ، يذهبون كالنائمين نحو الاكشاك ... لغرض غريزى وهو أنهم اعتادوا على النيكوتين حتى اصبح جزاً منهم.


******************


ماذا سيفعل الآن ؟ ، صداع ينتاب أعلى رأسه ... شئ فظيع وكأن رأسه ستنفجر .... كل ما يراه أمامه الآن أن الأشياء تتطاير فى الحجره وكأنه خرج من نطاق جاذبيه الارض، لم يعرف وقتها أنه هو من يرمى بكل شئ أمامه وكأنه لم يكن هو .... فهو لا يوعى بما يفعله.... حتى عندما أمسك برأسه بكلتا يديه ليصدمها فى الحائط لم يشعر بشئ إطلاقاً.



************************


وبعد 4 سنوات رأى عبد الرحمن وبعد السلام الطويل لأفتراق كل منهما فى جامعه مختلفه ، قرر أن يعطيه مما أعطاه زمان ولكنه فاجأهُ عندما قال له أنه ابتعد عن هذه العاده السيئه .
وعلى العكس تماماً كان يزداد يوماً بعد يوم سوءاً فكانت تتضاعف عدد أثقاب السجائر التى يتناولها يومياً ، وأنتقل بين سجائر كيليوبترا عندما يكون المال لديه قليل ومالربورو عندما يكون الحال ميسور حتى أنتهى به الحال الى ميريت أزرق والتى جعلته ـ أسفا ـ أن يأخذ المال من محفظه والده وهو نائم.




******************



عاد مره أخرى إلى النافذه وحاليا يتنفس بسرعه فائقه ، ودقات قلبه تزداد بل أنه لم يعد يسمع شئ سوى دقات قلبه ولم يعد يشتم شئ سوى رائحه النيكوتين ؛ نظر الى السماء فوجدها لامعه بالرغم من أنه فى نصف الليل وعندما نظر الى القمر فوجده هو سبب اللمعان فكان بدراً يومها ومشعاً كالشمس وكأنه يحترق ونظر الى الأرض فوقعت عيناه على إحدى الاكشاك وكأنه يشتم رائحه النيكوتين عن بعد . وعندها قرر أن ينزل ليشترى علبه سجائر.



************************



كانت هذه هى خطته الدنيئه يسرق المال من أباه ويبرر لنفسه أن هذا فى الآخر راجع له وإن لا فرق بينه وبين والده .
يخرج لإستنشاق التبغ فى كافيتريا الجامعه ثم يشترى بـ50 قرشاً علكه ليقضى بها على رائحه فمه الملوثه بالنيكوتين.
استمر هكذا لفتره طويله وكل من حوله ابتعدوا عن التدخين ومن منهم لم يستطع أن يبتعد عن هذه العاده السيئه قلل منها .....
جاء رمضان ولم يكن لديه اى نيه للإفطار ، لأن هذا ليس من الدين ولكنه كان ينتظر فرصه ليكون المكان الذى هو به خالى حتى يخرج علبه الميريت ويلهث فى إحراق التبغ وإخراجه من فمه ليشعر أن الدخان صوته عال وملئ بالحيويه ولا يترك السيجاره (عود التبغ) إلا مع النفس الأخير ذو المراره المميزه ولسعه النشوه فى الشفه السفلى التى تعلن عن أنهاء التبغ والمطالبه بالمزيد منها .....نعم لقد أصبح مدمناً بمعنى الكلمه.




******************



أسرع إلى كشك سليمان كالكلب عندما يشم رائحه المجرم ويجرى للبحث عنه ؛ اشترى علبه الميريت ثم أخرج ال سيجاره ـ مازال الصداع فى أزدياد مستمرـ أمسك بها فى يده ولكن هذه المره لم يتأملها ولكنه أخذ الولاعه من جيبه ثم ......أحس فى هذه اللحظه أنه أنسان ضعيف ، ضعيف جدا.




*************************



يتذكر أيضا هذا اليوم عندما رأهُ أباه ممسك بالسيجاره فى يده وعندما واجهه بالأمر أنكر فى البدايه ولكن مع ضغط اباه عليه واستفزازه له ولومه على استهتاره وعدم تحمله مسئوليه نفسه أعترف ولكن هذه المره بدون ندم بل واجه ابهاه ايضا وقال له كلام .... لا يحب دوما ان يتذكر هذا اليوم وكان يتمنى دوما ان يمسح من ذاكرته .. فهو لا يعرف كبف قال هذا الكلا لأباه!! الذى لم يتصرف أمامه قط بأى تصرف أحمق وحمله مسئوليه تدخينه لأنه هو ايضا يدخن بشراهه.



*******************



نعم هو مؤمن الآن بأنه أضعف مخلوق على الارض فى هذه اللحظه فهو بدون إراده.


*************************


وبعدها وعد والده ان يمتنع عن التدخين ولكنه حاول مراراً وتكراراً ولكنه كان يضعف دائم اما علبته.
وأقتنع تماما انه لن يقف أحد بجانبه فكان يذكر نفسه دائما بعدم بره لوالديه وابتعاده عن الصلاه وصولاً الى أنه أصبح عبداً للسيجاره ، يذهب لها متى شائت ويفعل المستحيل لكى يرضيها.
أما الآن فهو ذو ثلاثين عاماً ولديه ولد ذو خمس أعوام ولا يريد منه ان يرث منه هذا العاده السيئه خصوصا بعدما مات اباه أيضا بسرطان الرئه....
كان دائما يسمع أن السجائر تؤثر على صحته ولكنه سيبدأ يشعر بهذا التأثير فى الكبر ... لم يصدق هذا الكلام أبداً إلا عندما بلغ الثلاثين عاماً فأصبح يقوم فى منتصف الليل (من عز النوم ) على كُحه شديده ، ويقوم فى عز الليل كالكفيف يبحث عن رشفه ماء، وينهج إذا صعد الى شقته ويشعر بالسكاكين تمزق مفاصله إذا لعب مع أبنه لمده 5 دقائق ، ولا تفلح حتى مساحات الحمام فى إزاله الصفار على سنانه.
وهكذا أقنع نفسه بالإمتناع عن التدخين فهى ليست مستحيله فعليه أولا أن يأخذ القرار ثم يصر على تنفيذه وقال :" وحياه ابويا لأبطل السجائر".




*******************


ترددت الجمله الأخيره فى أذنه ثم نظر إلى عود التبغ الذى فلى يده بكل إشمئزاز والقى به بقوه بعيداً وكأن بينهم تار قديم ، ولكن فجأه وبدون أى مقدمات ....... كيف حصل هذا ..... لقد ذهب الصداع وذهب معه الألم .......
وبعدها استطاع أن يكسب صحته وماله وضميره فى أيام معدوده على أصابع اليد .
توجه الى النافذه ليغلقها وقبل أن يغلقها نظر إلى المكان الذى ألقى بع علبه سجائره الميريت ليودعها إلى الأبد ورأى صغيراً وحوله بعض أصدقائه والبعض الأخر تركهم ومضى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابداً لم يكن المجلس العسكرى حامى ثورتنا

قالك الجيش هو حامى الثوره عيبنا فى البلد دى اننا بنكدب الكدبه وبنصدقها بسرعه ، والكدبه المره دى كدبه كبيره، الا وهى- قال ايه- الجيش هو ال حمى الثوره ، المجلس العسكرى هو ال كدب الكدبه وللأسف الناس صدقتها وبدأت ترددها كانها مثل شعبى … .. امتى يعنى مش فاهم حمى الثوره … تعالوا نشوف مش الجيش نزل 28 يناير... الجيش لما نزل اليوم ده مكنش واخد تعليمات يعمل ايه ، كنا بنسألهم هتعملوا ايه ، يقولك لسه مستينين التعليمات تجيلنا ، طيب انتوا مع مين يقولك مجلناش تعليمات ... بس احنا مع الشعب طيب تعالوا نشوف بقى هما ازاى كانوا مع الشعب ، الفيديو ده يوم 28 يناير وبيوضح ازاى اننهم نزلوا يحموا الامن المركزى ويطلعوا بقيتهم من التحرير البقيه ال معرفتش تركب مصفحات الداخليه وهى بتهرب … وجه يوم 29 يناير.... وخدوا التعليمات للأسف ، والتعليمات هى ان العالم بتوع التحرير دول مشوهم بمساعدة الشرطه ورجالة الداخليه … .. وابتدى فى الصباح الباكر ضرب قنابل مسيله للدموع على مرأى من الجيش ، بالعكس بقى ، ده الشرطه كانت بتضرب القنابل وتتحامى فى الدبابات مش بس كده واتضرب علينا ضر

عندما يختلط الحب بالبيزنس

ما هى ال   swot analysis بتاعة الحب : ال S : نقاط القوه يا سيدى انك من اجل هذا الحب تريد ان تفعل اى شئ... صدق او لا تصدق ولكن الحقيقه ان الحب يولد طاقه لا تفنى داخل الانسان... انت تحب اذاً انت فى داخلك طاقه رهيبه تريد استغلالها على الاقل فى لفت نظر من تحبها ... انت تريد باستغلال هذه الطاقه ان تثبت لها انك افضل كثيراً من حبيبها السابق ... اينعم .. ومن منهن ملهمش ماضى يا عزيزى :D ال W : نقاط الضعف يا صديقى تتمثل فى المساحه التى تأخذها من تفكيرك يومياً .. الم يأتيك يوماً وانت فى عز انشغالك بالعمل هامس صوتها الرقيق او حتى نظره عينيها الجميله مما جعلك بالتأكيد تسرح و تجلس بالساعات تفكر كيف هى وكيف حالها ويا هل ترى تفكر في كما افكر فيها .. وإلخ . بلاش كده اوفر شويه خلينا واقعين .. بالتاكيد ترجع من عملك مرهق ومتلهف للنوم لساعات طويله .. ألا تتقلب فى السرير نصف هذه الساعات لمجرد ساعدتك الساذجه بالتفكير فيها.. اذاً فانت تؤثر سلبياً على نومك مما يؤثر سلبياً على عملك ... م الاخر مفيش فايده. ال O : فرصتك يا عزيزى ليست كما تتخيلها ، لن يفيدك كما تعلم ان  تستمر فى الحلم بدون الواقع ..

فى نقد الجيش

فى نقد الجيش نعم فى نقد الجيش ، اقولها وامرى إلى الله ، لا خوف من محاكمات ولا استدعاءات عسكريه من الجيش ؟ ، اقولها واعرف ان الجيش ليس المجلس العسكرى ولكن اليس هكذا يعتقد البعض منا ، فلتكن اذاً صادمه بالنسبه لهم ، فى نقد الجيش " المجلس العسكرى " دائماً وابداً طالما ترك ثكناته ودخل مدخل السياسه ... اقولها بصراحه انى كجميع المهتمون بالسياسه الداخليه لمصر فقدت الثقه بكم فى اكثر من مناسبه لاكثر من مره فقدت الثقه بكم  : عندما اعتقلتم عمرو البحيرى احد ثوارنا وثوار الثوره ، عمر عيسى من كان يقف بجانبنا كتفاً بكتف فى اصعب ايام تلك الثوره العظيمه .... تلك الثوره التى تدعون حمايتها ولا اجد منكم سوى عرقلتها وعرقلة شبابها نعم تدعون حمايتها ف انا اثق تمام الثقه انكم كنتم مهتمون بالا يحدث انقلابات داخل الجيش عليكم وعلى المشير نفسه اكثر من اهتمامكم بالثوار وهذا يتضح فى متابعتكم البطيئه وردود افعالكم البطيئه لاحداث الثوره ، كيف لى ان انام واتكلم عن حقوقى وحريتى والديمقراطيه وحرية تكوين الاحزاب ومن كان يحارب منها من اجلى بجانبى يسمى بالبلطجى ويُحبس فى سجونكم ... الن اكون هكذا خائناً لدماء